صحيح البخاري/كتاب الجهاد والسير
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجهاد والسير باب فضل الجهاد والسير وقول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } إلى قوله { وبشر المؤمنين }
باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ،
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة [ 2639 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب حدثنا حميد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها [ 2640 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال : حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب ، وقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب [ 2641 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها
باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم أنكحناهم [ 2642 ]
باب تمني الشهادة [ 2644 ]
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقول الله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } وقع وجب
محتويات
1 باب من ينكب في سبيل الله
2 باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي ﷺ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
3 باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
4 باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
5 باب الدرق
6 باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
7 باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
8 باب الخروج آخر الشهر
9 باب من غزا
10 باب من اختار الغزو بعد البناء
11 باب مبادرة الإمام عند الفزع
12 باب قول النبي ﷺ نصرت بالرعب مسيرة شهر
13 باب الردف على الحمار
14 باب التكبير إذا علا شرفا
15 باب السرعة في السير
16 باب إذا حمل على فرس فرآها تباع
17 باب الكسوة للأسارى
18 باب فضل من أسلم على يديه رجل
19 باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
20 باب قتل الصبيان في الحرب
21 باب حرق الدور والنخيل
22 باب لا تمنوا لقاء العدو
23 باب الفتك بأهل الحرب
24 باب دواء الجرح بإحراق الحصير
25 باب إذا فزعوا بالليل
26 باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
27 باب قتل الأسير وقتل الصبر
28 باب كيف يعرض الإسلام على الصبي
29 باب من غلب العدو فأقام عل عرصتهم ثلاثا
30 باب الغلول وقول الله تعالى { ومن يغلل يأت بما غل }
31 باب البشارة في الفتوح
32 أبواب الخمس
33 باب فرض الخمس
34 باب نفقة نساء النبي ﷺ بعد وفاته
35 باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ﷺ والمساكين
36 باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره
37 باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له
38 أبواب الجزية والموادعة
39 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
40 باب الوصايا بأهل ذمة رسول الله ﷺ والذمة العهد والإل القرابة
41 باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم
42 باب إثم من عاهد ثم غدر
43 باب طرح جيف المشركين في البئر ولا يؤخذ لهم ثمن
44 كتاب بدء الخلق
45 باب صفة الشمس والقمر ( بحسبان )
باب من ينكب في سبيل الله
باب من يجرح في سبيل الله عز وجل
باب قول الله تعالى { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } والحرب سجال
باب قول الله تعالى { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
باب عمل صالح قبل القتال ، وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم وقوله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص }
باب من أتاه سهم غرب فقتله
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله وقول الله تعالى { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله } إلى قوله { إن الله لا يضيع أجر المحسنين }
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
باب الغسل بعد الحرب والغبار
باب فضل قول الله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين }
باب ظل الملائكة على الشهيد
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
باب الجنة تحت بارقة السيوف ، وقال المغيرة بن شعبة أخبرنا نبينا ﷺ عن رسالة ربنا من قتل منا صار إلى الجنة ، وقال عمر للنبي ﷺ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى
باب من طلب الولد للجهاد
باب الشجاعة في الحرب والجبن
باب ما يتعوذ من الجبن
باب من حدث بمشاهده في الحرب قاله أبو عثمان عن سعد
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية وقوله { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله } الآية وقوله { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } إلى قوله { على كل شيء قدير } يذكر عن ابن عباس انفرا ثبات سرايا متفرقين يقال أحد الثبات ثبة
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
باب من اختار الغزو على الصوم
باب الشهادة سبع سوى القتل
باب قول الله تعالى { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين } إلى قوله { غفورا رحيما
باب الصبر عند القتال
باب التحريض على القتال وقوله تعالى { حرض المؤمنين على القتال }
باب حفر الخندق
باب من حبسه العذر عن الغزو
باب فضل الصوم في سبيل الله
باب فضل النفقة في سبيل الله
باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير
باب التحنط عند القتال
باب فضل الطليعة
باب هل يبعث الطليعة وحده
باب سفر الإثنين
باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي ﷺ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
باب من احتبس فرسا لقوله تعالى { ومن رباط الخيل
باب اسم الفرس والحمار
باب ما يذكر من شؤم الفرس
باب الخيل لثلاثة وقوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه ويخلق ما لا تعلمون }
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل ، وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
باب سهام الفرس
باب من قاد دابة غيره في الحرب
باب الركاب والغرز للدابة
باب ركوب الفرس العري
باب الفرس القطوف
باب السبق بين الخيل
باب إضمار الخيل للسبق
باب غاية السبق للخيل المضمرة
باب ناقة النبي ﷺ قال : ابن عمر أردف النبي ﷺ أسامة على القصواء ، وقال المسور قال النبي ﷺ ما خلأت القصواء
باب بغلة النبي ﷺ البيضاء قاله أنس ، وقال أبو حميد أهدى ملك أيله للنبي ﷺ بغله بيضاء
باب جهاد النساء
باب غزو المرأة في البحر
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
باب رد النساء الجرحى والقتلى
باب نزع السهم من البدن
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
باب فضل الخدمة في الغزو
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
باب فضل رباط يوم في سبيل الله وقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } إلى آخر الآية
باب من غزا بصبي للخدمة
باب ركوب البحر
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
باب لا يقول : فلان شهيد
باب التحريض على الرمي وقول الله تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم }
باب اللهو بالحراب ونحوها
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
باب الدرق
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
باب حلية السيوف
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
باب لبس البيضة
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي ﷺ جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري
باب ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب ، وقال النبي ﷺ أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله
باب الجبة في السفر والحرب
باب الحرير في الحرب
باب ما يذكر في السكين
باب ما قيل في قتال الروم
باب قتال اليهود
باب قتال الترك
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
باب هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
باب دعوة اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليه وما كتب النبي ﷺ إلى كسرى وقيصر والدعوة قبل القتال
باب دعاء النبي ﷺ إلى الإسلام والنبوة وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله وقوله تعالى { ما كان لبشر أن يوتيه الله } إلى آخر الآية
باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
باب الخروج بعد الظهر
باب الخروج آخر الشهر
باب الخروج في رمضان
باب التوديع
باب السمع والطاعة للإمام
باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا ، وقال بعضهم على الموت لقول الله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
باب كان النبي ﷺ إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس
باب استئذان الرجل الإمام لقوله { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك } إلى آخر الآية
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه فيه جابر عن النبي ﷺ
باب من اختار الغزو بعد البناء
فيه أبو هريرة عن النبي ﷺ
باب مبادرة الإمام عند الفزع
باب السرعة والركض في الفزع [ 2807 ] حدثنا الفضل بن سهل حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير بن حازم عن محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : فزع الناس فركب رسول الله ﷺ فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه ، فقال لم تراعوا إنه لبحر فما سبق بعد ذلك اليوم
باب الجعائل والحملان في السبيل ، وقال مجاهد قلت لابن عمر الغزو قال إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي قلت : أوسع الله علي قال إن غناك لك وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه ، وقال عمر إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا ثم لا يجاهدون فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ ، وقال طاوس ومجاهد إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله فاصنع به ما شئت وضعه عند أهلك [ 2808 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت مالك بن أنس سأل زيد بن أسلم ، فقال زيد سمعت أبي يقول : قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت النبي ﷺ اشتريه ، فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك [ 2809 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله ﷺ ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك [ 2810 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصارى قال : حدثني أبو صالح قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية ولكن لا أجد حمولة ولا أجد ما أحملهم عليه ويشق علي أن يتخلفوا عني ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت
باب ما قيل في لواء النبي ﷺ [ 2811 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدثني الليث قال : أخبرني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصارى رضى الله تعالى عنه وكان صاحب لواء رسول الله ﷺ أراد الحج فرجل [ 2812 ] حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال : كان علي رضى الله تعالى عنه تخلف عن النبي ﷺ في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها ، فقال رسول الله ﷺ : لأعطين الراية أو قال ليأخذن غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله ﷺ ففتح الله عليه [ 2813 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن نافع بن جبير قال : سمعت العباس يقول للزبير رضى الله تعالى عنهما ها هنا أمرك النبي ﷺ أن تركز الراية
باب الأجير ، وقال الحسن وابن سيرين يقسم للأجير من المغنم وأخذ عطية بن قيس فرسا على النصف فبلغ سهم الفرس أربعمائة دينار فأخذ مائتين وأعطى صاحبه مائتين [ 2814 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال غزوت مع رسول الله ﷺ غزوة تبوك فحملت على بكر فهو أوثق أعمالي في نفسي فاستأجرت أجيرا فقاتل رجلا فعض أحدهما الآخر فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته فأتى النبي ﷺ فأهدرها ، فقال أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل
باب قول النبي ﷺ نصرت بالرعب مسيرة شهر
وقوله جل وعز { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله } قاله جابر عن النبي ﷺ [ 2815 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو هريرة وقد ذهب رسول الله ﷺ وأنتم تنتثلونها [ 2816 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه وهم بإيلياء ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب فارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر
باب حمل الزاد في الغزو وقول الله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } [ 2817 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام قال : أخبرني أبي وحدثتني أيضا فاطمة عن أسماء رضى الله تعالى عنها قالت صنعت سفرة رسول الله ﷺ في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي قال : فشقيه باثنين فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين [ 2818 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمرو قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي ﷺ إلى المدينة [ 2819 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى قال : أخبرني بشير بن يسار أن سويد بن النعمان رضى الله تعالى عنه أخبره أنه خرج مع النبي ﷺ عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي من خيبر وهي أدنى خيبر فصلوا العصر فدعا النبي ﷺ بالأطعمة فلم يؤت النبي ﷺ إلا بسويق فلكنا فأكلنا وشربنا ثم قام النبي ﷺ فمضمض ومضمضنا وصلينا [ 2820 ] حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال خفت أزواد الناس وأملقوا فأتوا النبي ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل عمر على النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم قال رسول الله ﷺ : ناد في الناس يأتون بفضل ازوادهم فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
باب حمل الزاد على الرقاب [ 2821 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا عبدة عن هشام عن وهب بن كيسان عن جابر رضى الله تعالى عنه قال خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة قال رجل يا أبا عبد الله وأين كانت التمرة تقع من الرجل قال لقد وجدنا فقدها حين فقدناها حتى أتينا البحر فإذا حوت قد قذفه البحر فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا
باب إرداف المرأة خلف أخيها [ 2822 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا عثمان بن الأسود حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج ، فقال لها اذهبي وليردفك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم فانتظرها رسول الله ﷺ بأعلى مكة حتى جاءت [ 2823 ] حدثني عبد الله حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما قال أمرني النبي ﷺ أن أردف عائشة وأعمرها من التنعيم
باب الارتداف في الغزو والحج [ 2824 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كنت رديف أبي طلحة وإنهم ليصرخون بها جميعا الحج والعمرة
باب الردف على الحمار [ 2825 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة وأردف أسامة وراءه [ 2826 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال يونس أخبرني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول الله ﷺ ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله ﷺ فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة
باب من أخذ بالركاب ونحوه [ 2827 ] حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الإثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوه يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة
باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ وتابعه بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ وقد سافر النبي ﷺ وأصحابه في أرض العدو وهم يعلمون القرآن [ 2828 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو
باب التكبير عند الحرب [ 2829 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال صبح النبي ﷺ خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن فرفع النبي ﷺ يديه ، وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وأصبنا حمرا فطبخناها فنادى منادي النبي ﷺ إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فأكفئت القدور بما فيها تابعه علي عن سفيان رفع النبي ﷺ يديه
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير [ 2830 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله ﷺ فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا ، فقال النبي ﷺ يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده
باب التسبيح إذا هبط واديا [ 2831 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا
باب التكبير إذا علا شرفا [ 2832 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا [ 2833 ] حدثنا عبد الله قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي ﷺ إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال الغزو يقول كلما أوفي على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ، ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده قال صالح فقلت له ألم يقل عبد الله إن شاء الله قال لا
باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة [ 2834 ] حدثنا مطر بن الفضل حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال : سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر ، فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول : قال رسول الله ﷺ : إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا
باب السير وحده [ 2835 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول ندب النبي ﷺ الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير قال النبي ﷺ إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير قال سفيان الحواري الناصر [ 2836 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال : حدثني أبي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ حدثنا أبو نعيم حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
باب السرعة في السير
قال أبو حميد قال النبي ﷺ إني متعجل إلى المدينة فمن أراد أن يتعجل معي فليتعجل [ 2837 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال : أخبرني أبي قال : وسئل أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما وكان يحيى يقول وأنا أسمع فسقط عني عن مسير النبي ﷺ في حجة الوداع قال : فكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص والنص فوق العنق [ 2838 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد هو ابن أسلم عن أبيه قال : كنت مع عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع فأسرع السير حتى إذا كان بعد غروب الشفق ثم نزل فصلى المغرب والعتمة يجمع بينهما ، وقال إني رأيت النبي ﷺ إذا جد به السير أخر المغرب وجمع بينهما [ 2839 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله
باب إذا حمل على فرس فرآها تباع [ 2840 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله ﷺ ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك [ 2841 ] حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فابتاعه أو فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه بائعه برخص فسألت النبي ﷺ ، فقال لا تشتره وإن بدرهم فإن العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه
باب الجهاد بإذن الأبوين [ 2842 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول جاء رجل إلى النبي ﷺ فاستأذنه في الجهاد ، فقال أحي والداك قال : نعم قال : ففيهما فجاهد
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل [ 2843 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصارى رضى الله تعالى عنه أخبره أنه كان مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره قال عبد الله حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله ﷺ رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت
باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له [ 2844 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يقول : لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم فقام رجل ، فقال : يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة قال اذهب فحج مع امرأتك
باب الجاسوس وقول الله تعالى { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } التجسس التبحث [ 2845 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال : أخبرني حسن بن محمد قال : أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : يا حاطب ما هذا قال : يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله ﷺ : لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال سفيان وأي إسناد هذا
باب الكسوة للأسارى [ 2846 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي ﷺ له قميصا فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه فكساه النبي ﷺ إياه فلذلك نزع النبي ﷺ قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة كانت له عند النبي ﷺ يد فأحب أن يكافئه
باب فضل من أسلم على يديه رجل [ 2847 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري عن أبي حازم قال : أخبرني سهل رضى الله تعالى عنه يعني ابن سعد قال : قال النبي ﷺ يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلهم يرجونه ، فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه ، فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
باب الأسارى في السلاسل [ 2848 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين [ 2849 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا صالح بن حي أبو حسن قال : سمعت الشعبي يقول حدثني أبو بردة أنه سمع أباه عن النبي ﷺ قال : ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنا ثم آمن بالنبي ﷺ فله أجران والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده ، ثم قال الشعبي وأعطيتكها بغير شيء وقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري { بياتا } ليلا { لنبيتنه } ليلا { بيت } ليلا [ 2850 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة رضى الله تعالى عنهم قال مر بي النبي ﷺ بالأبواء أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال هم منهم وسمعته يقول لا حمى إلا لله تعالى ولرسوله ﷺ وعن الزهري أنه سمع عبيد الله عن ابن عباس حدثنا الصعب في الذراري كان عمرو يحدثنا عن ابن شهاب عن النبي ﷺ فسمعناه من الزهري قال : أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب قال هم منهم ولم يقل كما قال عمرو هم من آبائهم
باب قتل الصبيان في الحرب [ 2851 ] حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا الليث عن نافع أن عبد الله رضى الله تعالى عنه أخبره أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي ﷺ مقتولة فأنكر رسول الله ﷺ قتل النساء والصبيان
باب قتل النساء في الحرب [ 2852 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله ﷺ فنهى رسول الله ﷺ عن قتل النساء والصبيان
باب لا يعذب بعذاب الله [ 2853 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال بعثنا رسول الله ﷺ في بعث ، فقال إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله ﷺ : حين أردنا الخروج إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما [ 2854 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضى الله تعالى عنه حرق قوما فبلغ بن عباس ، فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي ﷺ قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي ﷺ من بدل دينه فاقتلوه
باب { فإما منا بعد وإما فداء } فيه حديث ثمامة وقوله عز وجل { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } يعني يغلب { في الأرض تريدون عرض الدنيا } الآية باب هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة فيه المسور عن النبي ﷺ باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق [ 2855 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي ﷺ فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال : ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي ﷺ فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله ﷺ وسعوا في الأرض فسادا [ 2856 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح
باب حرق الدور والنخيل [ 2857 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس بن أبي حازم قال : قال لي جرير قال لي رسول الله ﷺ : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية قال : فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله ﷺ يخبره ، فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال : فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات [ 2858 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال حرق النبي ﷺ نخل بني النضير
باب قتل النائم المشرك [ 2859 ] حدثنا علي بن مسلم حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال : فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت : يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت : يا أبا رافع وغيرت صوتي ، فقال : ما لك لأمك الويل قلت : ما شأنك قال لا أدري من دخل علي فضربني قال : فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز قال : فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي ﷺ فأخبرناه [ 2860 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم
باب لا تمنوا لقاء العدو [ 2861 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال : حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه أن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس ، فقال أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم [ 2862 ] وقال موسى بن عقبة حدثني سالم أبو النضر كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا تمنوا لقاء العدو [ 2863 ] وقال أبو عامر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا
باب الحرب خدعة [ 2864 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله وسمى الحرب خدعة [ 2865 ] حدثنا أبو بكر ابن أصرم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمى النبي ﷺ الحرب خدعة [ 2866 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ الحرب خدعة
باب الكذب في الحرب [ 2867 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله قال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله قال : نعم قال : فأتاه ، فقال إن هذا يعني النبي ﷺ قد عنانا وسألنا الصدقة قال وأيضا والله لتملنه قال : فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى ما يصير أمره قال : فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله
باب الفتك بأهل الحرب [ 2868 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن النبي ﷺ قال : من لكعب بن الأشرف ، فقال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله قال : نعم قال : فأذن لي فأقول قال قد فعلت
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته [ 2869 ] قال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه قال انطلق رسول الله ﷺ ومعه أبي بن كعب قبل بن صياد فحدث به في نخل فلما دخل عليه رسول الله ﷺ النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة فرأت أم بن صياد رسول الله ﷺ فقالت : يا صاف هذا محمد فوثب بن صياد ، فقال رسول الله ﷺ : لو تركته بين
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق فيه سهل وأنس عن النبي ﷺ وفيه يزيد عن سلمة [ 2870 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي ﷺ يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأعداء قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا يرفع بها صوته
باب من لا يثبت على الخيل [ 2871 ] حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضى الله تعالى عنه قال : ما حجبني النبي ﷺ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه وحمل الماء في الترس [ 2872 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو حازم قال سألوا سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه بأي شيء دووي جرح النبي ﷺ ، فقال : ما بقي من الناس أحد أعلم به مني كان علي يجيء بالماء في ترسه وكانت يعني فاطمة تغسل الدم عن وجهه وأخذ حصير فأحرق ثم حشي به جرح رسول الله ﷺ
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه ، وقال الله تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } قال قتادة الريح الحرب [ 2873 ] حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا [ 2874 ] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما يحدث قال جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير ، فقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطاناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ، فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله ﷺ قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه ، ثم قال أفي القوم بن أبي قحافة ثلاث مرات ، ثم قال أفي القوم بن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه ، فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه ، فقال كذبت والله يا عدوالله إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوؤك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل قال النبي ﷺ ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي ﷺ ألا تجيبونه قال قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
باب إذا فزعوا بالليل [ 2875 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال : فتلقاهم النبي ﷺ على فرس لأبي طلحة عري وهو متقلد سيفه ، فقال لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : وجدته بحرا يعني الفرس
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس [ 2876 ] حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة أنه أخبره قال خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف قلت : ويحك ما بك قال أخذت لقاح النبي ﷺ قلت : من أخذها قال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها يا صباحاه يا صباحاه ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها فجعلت أرميهم وأقول أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله إن القوم عطاش وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم فابعث في أثرهم ، فقال : يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم
باب من قال خذها وأنا بن فلان ، وقال سلمة خذها وأنا بن الأكوع [ 2877 ] حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء رضى الله تعالى عنه ، فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله ﷺ لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب قال : فما رئي من الناس يومئذ أشد منه
باب إذا نزل العدو على حكم رجل [ 2878 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بعث رسول الله ﷺ وكان قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله ﷺ : قوموا إلى سيدكم فجاء فجلس إلى رسول الله ﷺ ، فقال له إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبي الذرية قال لقد حكمت فيهم بحكم الملك
باب قتل الأسير وقتل الصبر [ 2879 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل ، فقال ان ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال اقتلوه
باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل [ 2880 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بعث رسول الله ﷺ عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصارى جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصارى وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم ، فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعه بدر فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي ، فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله بن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي ﷺ أصحابه خبرهم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا
باب فكاك الأسير فيه عن أبي موسى عن النبي ﷺ [ 2881 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض [ 2882 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : قلت لعلي رضى الله تعالى عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت : وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
باب فداء المشركين [ 2883 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله ﷺ فقالوا يا رسول الله ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال لا تدعون منها درهما [ 2884 ] وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أتى النبي ﷺ بمال من البحرين فجاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا ، فقال خذ فأعطاه في ثوبه [ 2885 ] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان [ 2886 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو العميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى النبي ﷺ عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل ، فقال النبي ﷺ اطلبوه واقتلوه فقتله فنفله سلبه
باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون [ 2887 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر رضى الله تعالى عنه قال وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ﷺ أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم
باب جوائز الوفد هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم [ 2888 ] حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال اشتد برسول الله ﷺ وجعه يوم الخميس ، فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله ﷺ قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة ، وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب ، فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن ، وقال يعقوب والعرج أول تهامة
باب التجمل للوفود [ 2889 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجد عمر حلة استبرق تباع في السوق فأتى بها رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمل بها للعيد وللوفود ، فقال رسول الله ﷺ : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له فلبث ما شاء الله ثم أرسل إليه النبي ﷺ بجبة ديباج فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله قلت : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ثم أرسلت إلي بهذه ، فقال تبيعها أو تصيب بها بعض حاجتك
باب كيف يعرض الإسلام على الصبي [ 2890 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي ﷺ مع النبي ﷺ قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وقد قارب يومئذ بن صياد يحتلم فلم يشعر حتى ضرب النبي ﷺ ظهره بيده ، ثم قال النبي ﷺ أتشهد أني رسول الله ﷺ فنظر إليه بن صياد ، فقال أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد للنبي ﷺ أتشهد أني رسول الله قال له النبي ﷺ آمنت بالله ورسله قال النبي ﷺ ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب قال النبي ﷺ خلط عليك الأمر قال النبي ﷺ إني قد خبأت لك خبيئا قال ابن صياد هو الدخ قال النبي ﷺ اخسأ فلن تعدو قدرك قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي ﷺ إن يكنه فلن تسلط عليه إن لم يكنه فلا خير لك في قتله [ 2891 ] قال ابن عمر انطلق النبي ﷺ وأبي بن كعب يأتيان النخل الذي فيه بن صياد حتى إذا دخل النخل طفق النبي ﷺ يتقي بجذوع النخل وهو يختل بن صياد أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمزة فرأت أم بن صياد النبي ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف وهو اسمه فثار بن صياد ، فقال النبي ﷺ لو تركته بين [ 2892 ] وقال سالم قال ابن عمر ثم قام النبي ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور
باب قول النبي ﷺ لليهود أسلموا تسلموا قاله المقبري عن أبي هريرة باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم [ 2893 ] حدثنا محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته قال وهل ترك لنا عقيل منزلا ، ثم قال نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم قال الزهري والخيف الوادي [ 2894 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى ، فقال : يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع إن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا لا أبا لك فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وأيم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا
باب كتابة الإمام الناس [ 2895 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة قال أبو معاوية ما بين ستمائة إلى سبعمائة [ 2896 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال جاء رجل إلى النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله إني كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاجة قال ارجع فحج مع امرأتك
باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر [ 2897 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال شهدنا مع رسول الله ﷺ خيبر ، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل : يا رسول الله الذي قلت : إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات ، فقال النبي ﷺ إلى النار قال : فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي ﷺ بذلك ، فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى بالناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو [ 2898 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خطب رسول الله ﷺ ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه وما يسرني أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا ، وقال وإن عينيه لتذرفان
باب العون بالمدد [ 2899 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي ﷺ بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرؤوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد
باب من غلب العدو فأقام عل عرصتهم ثلاثا [ 2900 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال تابعه معاذ وعبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي ﷺ
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره ، وقال رافع كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصبنا غنما وإبلا فعدل عشرة من الغنم ببعير [ 2901 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا أخبره قال اعتمر النبي ﷺ من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين
باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم [ 2902 ] قال ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله ﷺ وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي ﷺ [ 2903 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله وأن فرسا لابن عمر عار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله قال أبو عبد الله عار مشتق من العير وهو حمار وحش أي هرب [ 2904 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فأخذه العدو فلما هزم العدو رد خالد فرسه
باب من تكلم بالفارسية والرطانة وقوله تعالى { واختلاف ألسنتكم وألوانكم } { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } [ 2905 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قلت : يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر فصاح النبي ﷺ ، فقال : يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم [ 2906 ] حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت أتيت رسول الله ﷺ مع أبي وعلي قميص أصفر قال رسول الله ﷺ : سنه سنه قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله ﷺ : دعها ، ثم قال رسول الله ﷺ : أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي قال عبد الله فبقيت حتى ذكر [ 2907 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال النبي ﷺ بالفارسية كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة
باب الغلول وقول الله تعالى { ومن يغلل يأت بما غل } [ 2908 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان قال : حدثني أبو زرعة قال : حدثني أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال قام فينا النبي ﷺ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، وقال أيوب عن أبي حيان فرس له حمحمة
باب القليل من الغلول ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أنه حرق متاعه وهذا أصح [ 2909 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له كركرة فمات ، فقال رسول الله ﷺ : هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو عبد الله قال ابن سلام كركرة يعني بفتح الكاف وهو مضبوط كذا
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم [ 2910 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان النبي ﷺ في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وفي القوم خيل يسير فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله ، فقال هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ، فقال جدي إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب ، فقال : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة
باب البشارة في الفتوح [ 2911 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال : حدثني قيس قال : قال لي جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لي رسول الله ﷺ : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبي ﷺ أني لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي ﷺ يبشره ، فقال رسول جرير يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال مسدد بيت في خثعم
باب ما يعطى البشير وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين بشر بالتوبة باب لا هجرة بعد الفتح [ 2912 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا [ 2913 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إلى النبي ﷺ ، فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة ، فقال لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام [ 2914 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول ذهبت مع عبيد بن عمير إلى عائشة رضى الله تعالى عنها وهي مجاورة بثبير فقالت لنا انقطعت الهجرة منذ فتح الله على نبيه ﷺ مكة
باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن [ 2915 ] حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا ، فقال لابن عطية وكان علويا إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي ﷺ والزبير ، فقال ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب ، فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي ﷺ قال : عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق ، فقال : ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأه
باب استقبال الغزاة [ 2916 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير لابن جعفر رضى الله تعالى عنهم أتذكر إذ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس قال : نعم فحملنا وتركك [ 2917 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد رضى الله تعالى عنه ذهبنا نتلقى رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع
باب ما يقول إذا رجع من الغزو [ 2918 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان إذا قفل كبر ثلاثا قال آيبون إن شاء الله تائبون عابدون حامدون لربنا ساجدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده [ 2919 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال : حدثني يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ مقفله من عسفان ورسول الله ﷺ على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي فعثرت ناقته فصرعا جميعا فاقتحم أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله جعلني الله فداءك قال عليك المرأة فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله ﷺ فلما أشرفنا على المدينة قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة [ 2920 ] حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي ﷺ ومع النبي ﷺ صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي ﷺ والمرأة وإن أبا طلحة قال أحسب قال اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله ﷺ ، فقال : يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء قال لا ولكن عليك بالمرأة فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي ﷺ آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة
باب الصلاة إذا قدم من سفر [ 2921 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن محارب بن دثار قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كنت مع النبي ﷺ في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين [ 2922 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب عن كعب رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس
باب الطعام عند القدوم وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه [ 2923 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله اشترى مني النبي ﷺ بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين فلما قدم صرارا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين ووزن لي ثمن البعير [ 2924 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال قدمت من سفر ، فقال النبي ﷺ صل ركعتين صرار موضع ناحية بالمدينة
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الخمس
باب فرض الخمس [ 2925 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن عليا قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت : من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي ﷺ وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي ﷺ في وجهي الذي لقيت ، فقال النبي ﷺ ما لك فقلت : يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي ﷺ بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله ﷺ أنه قد ثمل فنكص رسول الله ﷺ على عقبيه القهقري وخرجنا معه [ 2926 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله ﷺ سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله ﷺ أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله ﷺ مما أفاء الله عليه ، فقال أبو بكر أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله ﷺ فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ﷺ ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ﷺ من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك ، وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله ﷺ يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر ، وقال هما صدقة رسول الله ﷺ كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال : فهما على ذلك إلى اليوم [ 2927 ] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث ، فقال : مالك بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني ، فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من آدم فسلمت عليه ثم جلست ، فقال : يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فأقبضه فاقسمه بينهم فقلت : يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال أقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ ، فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون قال : نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ، ثم قال هل لك في علي وعباس قال : نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا ، فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله ﷺ من بني النضير ، فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله ﷺ نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس ، فقال : أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله ﷺ قد قال ذلك قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله ﷺ في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم } إلى قوله { قدير } فكانت هذه خالصة لرسول الله ﷺ والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله ﷺ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله ﷺ بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ، ثم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قال عمر ثم توفى الله نبيه ﷺ ، فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله ﷺ فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله ﷺ والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله ﷺ وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يريد عليا يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله ﷺ وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس ، فقال : أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال : فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها
باب أداء الخمس من الدين [ 2928 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي حمزة الضبعي قال : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم وفد بن عبد القيس فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
باب نفقة نساء النبي ﷺ بعد وفاته [ 2929 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة [ 2930 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله ﷺ وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني [ 2931 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي ﷺ إلا سلاحه وبغلته البيضاء وأرضا تركها صدقة
باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ﷺ وما نسب من البيوت إليهن وقول الله تعالى { وقرن في بيوتكن } و { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } [ 2932 ] حدثنا حبان بن موسى ومحمد قالا : أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت لما ثقل رسول الله ﷺ استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له [ 2933 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع سمعت ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها توفي النبي ﷺ في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي ﷺ عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به [ 2934 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن صفية زوج النبي ﷺ أخبرته أنها جاءت رسول الله ﷺ تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله ﷺ حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي ﷺ مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ﷺ ثم نفذا ، فقال لهما رسول الله ﷺ على رسلكما قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك ، فقال رسول الله ﷺ : إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا [ 2935 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ارتقيت فوق بيت حفصة فرأيت النبي ﷺ يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام [ 2936 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها [ 2937 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قام النبي ﷺ خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان [ 2938 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرتها أن رسول الله ﷺ كان عندها وأنها سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة فقلت : يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسول الله ﷺ : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة
باب ما ذكر من درع النبي ﷺ وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم تذكر قسمته ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته [ 2939 ] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال : حدثني أبي عن ثمامة عن أنس أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب له هذا الكتاب وختمه بخاتم النبي ﷺ وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر [ 2940 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا عيسى بن طهمان قال أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالآن فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي ﷺ [ 2941 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة رضى الله تعالى عنها كساء ملبدا وقالت في هذا نزع روح النبي ﷺ وزاد سليمان عن حميد عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة [ 2942 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن قدح النبي ﷺ انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة قال عاصم رأيت القدح وشربت فيه [ 2943 ] حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي أن الوليد بن كثير حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي حدثه ان ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمه الله عليه لقيه المسور بن مخرمة ، فقال له هل لك إلي من حاجة تأمرني بها فقلت له لا ، فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله ﷺ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله ﷺ يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم ، فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ، ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدوالله أبدا [ 2944 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن منذر عن ابن الحنفية قال لو كان علي رضى الله تعالى عنه ذاكرا عثمان رضى الله تعالى عنه ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان ، فقال لي علي اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله ﷺ فمر سعاتك يعملون فيها فأتيته بها ، فقال أغنها عنا فأتيت بها عليا فأخبرته ، فقال ضعها حيث أخذتها قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال : سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان فإن فيه أمر النبي ﷺ في الصدقة
باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ﷺ والمساكين
وإيثار النبي ﷺ أهل الصفة والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبي فوكلها إلى الله [ 2945 ] حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة قال : أخبرني الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن فبلغها أن رسول الله ﷺ أتى بسبي فأتته تسأله خادما فلم توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي ﷺ فذكرت ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم ، فقال على مكانكما حتى وجدت برد قدميه على صدري ، فقال ألا أدلكما على خير مما سألتماه إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه
باب قول الله تعالى { فأن لله خمسه وللرسول } يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله ﷺ : إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي [ 2946 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور وقتادة سمعوا سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : ولد لرجل منا من الأنصار غلام فأراد أن يسميه محمدا قال شعبة في حديث منصور إن الأنصارى قال حملته على عنقي فأتيت به النبي ﷺ وفي حديث سليمان ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا قال سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم ، وقال حصين بعثت قاسما أقسم بينكم قال عمرو أخبرنا شعبة عن قتادة قال : سمعت سالما عن جابر أراد أن يسميه القاسم ، فقال النبي ﷺ سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي [ 2947 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال : ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا فأتى النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا ، فقال النبي ﷺ أحسنت الأنصار سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم [ 2948 ] حدثنا حبان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية قال : قال رسول الله ﷺ : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون [ 2949 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت [ 2950 ] حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن ابن أبي عياش واسمه نعمان عن خولة الأنصارية رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي ﷺ يقول : إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة
باب قول النبي ﷺ أحلت لكم الغنائم ، وقال الله تعالى { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه } وهي للعامة حتى يبينه الرسول ﷺ [ 2951 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حصين عن عامر عن عروة البارقي رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة [ 2952 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 2953 ] حدثنا إسحاق سمع جريرا عن عبد الملك عن جابر بن سمرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 2954 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا هشيم أخبرنا سيار حدثنا يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : أحلت لي الغنائم [ 2955 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة [ 2956 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها ، فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأي ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا
باب الغنيمة لمن شهد الوقعة [ 2957 ] حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر رضى الله تعالى عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي ﷺ خيبر
باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره [ 2958 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو قال : سمعت أبا وائل قال : حدثنا أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال أعرابي للنبي ﷺ الرجل الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه من في سبيل الله ، فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه [ 2959 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي ﷺ أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة فقام على الباب ، فقال ادعه لي فسمع النبي ﷺ صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بإزرارة ، فقال : يا أبا المسور خبأت هذا لك يا أبا المسور خبأت هذا لك وكان في خلقه شدة ، ورواه ابن علية عن أيوب قال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي ملكية عن المسور قدمت على النبي ﷺ أقبية تابعه الليث عن ابن أبي مليكة
باب كيف قسم النبي ﷺ قريظة والنضير وما أعطى من ذلك في نوائبه [ 2960 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان الرجل يجعل للنبي ﷺ النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم
باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي ﷺ وولاة الأمر [ 2961 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني افترى يبقي ديننا من مالنا شيئا ، فقال : يا بني بع ما لنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث فإن فضل من ما لنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت من مولاك قال الله قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضى الله تعالى عنه ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال إنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي ﷺ أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال : فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير ، فقال : يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه ، فقال : مائة ألف ، فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه ، فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال : ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال : وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قام ، فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف ، فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال : فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم ، فقال عبد الله لا قال : قال : فاقطعوا لي قطعة ، فقال عبد الله لك من ها هنا إلى ها هنا قال : فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة ، فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف ، وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف ، فقال معاوية كم بقي ، فقال سهم ونصف قال أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف فلما فرغ بن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال : فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال : فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف
باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له [ 2962 ] حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن موهب عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة ، فقال له النبي ﷺ إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه
باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي ﷺ برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين وما كان النبي ﷺ يعد الناس أن يعطيهم من الفيء والأنفال من الخمس وما أعطى الأنصار وما أعطى جابر بن عبد الله تمر خيبر [ 2963 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله ﷺ قال : حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم رسول الله ﷺ أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم وقد كان رسول الله ﷺ انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله ﷺ في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم من أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم ، فقال لهم رسول الله ﷺ إنا لا ندري من إذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن [ 2964 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال وحدثني القاسم بن عاصم الكليبي وأنا لحديث القاسم أحفظ عن زهدم قال كنا عند أبي موسى فأتي وذكر دجاجة وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه للطعام ، فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكل ، فقال هلم فلأحدثكم عن ذاك إني أتيت النبي ﷺ في نفر من الأشعريين نستحمله ، فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم وأتي رسول الله ﷺ بنهب إبل فسأل عنا ، فقال أين النفر الأشعريون فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا لا يبارك لنا فرجعنا إليه فقلنا إنا سألناك أن تحملنا فحلفت أن لا تحملنا أفنسيت قال لست أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها [ 2965 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة فكانت سهامهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا [ 2966 ] أخبرنا يحيى بن بكير أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش [ 2967 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال بلغنا مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فالقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر إن رسول الله ﷺ بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي ﷺ حتى افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال : فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم [ 2968 ] حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر سمع جابرا رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لو قد جاءني مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ حتى قبض النبي ﷺ فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند رسول الله ﷺ دين أو عدة فليأتنا فأتيته فقلت : أن رسول الله ﷺ قال لي كذا وكذا فحثا لي ثلاثا وجعل سفيان يحثوا بكفيه جميعا ، ثم قال لنا هكذا قال ابن المنكدر ، وقال مرة فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته الثالثة فقلت : سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني قال : قلت : تبخل عني ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك قال سفيان وحدثنا عمرو عن محمد بن علي عن جابر فحثا لي حثية ، وقال عدها فوجدتها خمسمائة قال : فخذ مثلها مرتين ، وقال يعني ابن المنكدر وأي داء أدوأ من البخل [ 2969 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال بينما رسول الله ﷺ يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل اعدل ، فقال له لقد شقيت إن لم أعدل
باب ما من النبي ﷺ على الأسارى من غير أن يخمس [ 2970 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال في أسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له
باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي ﷺ لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر قال عمر بن عبد العزيز لم يعمهم بذلك ولم يخص قريبا دون من هو أحوج إليه وإن كان الذي أعطى لما يشكو إليه من الحاجة ولما مسهم في جنبه من قومهم وحلفائهم [ 2971 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال رسول الله ﷺ : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس ولا لبني نوفل ، وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم
باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه [ 2972 ] حدثنا مسدد حدثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما ، فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل قلت : نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال : أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر ، فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت : ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله ﷺ فأخبراه ، فقال أيكما قتله قال كل واحد منهما أنا قتلته ، فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين ، فقال كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح قال محمد سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه [ 2973 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله ﷺ عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت : ما بال الناس قال أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي ﷺ ، فقال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال الثالثة مثله فقمت ، فقال رسول الله ﷺ : ما لك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة ، فقال رجل صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني ، فقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه لا ها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ﷺ يعطيك سلبه ، فقال النبي ﷺ صدق فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام
باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه رواه عبد الله بن زيد عن النبي ﷺ [ 2974 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير أن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه قال : سألت رسول الله ﷺ فأعطاني ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه ، فقال : يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد النبي ﷺ حتى توفي [ 2975 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفي به قال وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة قال : فمن رسول الله ﷺ على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك ، فقال عمر يا عبد الله انظر ما هذا ، فقال من رسول الله ﷺ على السبي قال اذهب فأرسل الجاريتين قال نافع ولم يعتمر رسول الله ﷺ من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس ، ورواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم [ 2976 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن قال : حدثني عمرو بن تغلب رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه ، فقال إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغناء منهم عمر بن تغلب ، فقال عمر بن تغلب ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم وزاد أبو عاصم عن جرير قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب أن رسول الله ﷺ أتى بمال أو بسبي فقسمه بهذا [ 2977 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديث عهد بجاهلية [ 2978 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك أن ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله ﷺ حين أفاء الله على رسوله ﷺ من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله ﷺ بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله ﷺ ، فقال : ما كان حديث بلغني عنكم قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال رسول الله ﷺ : إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله ﷺ فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا ، فقال لهم إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله ﷺ على الحوض قال أنس فلم نصبر [ 2979 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عمر بن محمد بن مطعم أن محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم أنه بينا هو مع رسول الله ﷺ ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله ﷺ الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله ﷺ ، فقال أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا [ 2980 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي ﷺ قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء [ 2981 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم حنين آثر النبي ﷺ أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة قال رجل والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت : والله لأخبرن النبي ﷺ فأتيته فأخبرته ، فقال : فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر [ 2982 ] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال : أخبرني أبي عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ﷺ على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ ، وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه أن النبي ﷺ أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير [ 2983 ] حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة قال : أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله ﷺ لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله ﷺ أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر ، فقال رسول الله ﷺ : نقركم على ذلك ما شئنا فأقروا حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا
باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب [ 2984 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي ﷺ فاستحييت منه [ 2985 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه [ 2986 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال : سمعت ابن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله ﷺ اكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا قال عبد الله فقلنا إنما نهى النبي ﷺ لأنها لم تخمس قال ، وقال آخرون حرمها ألبته وسألت سعيد بن جبير ، فقال حرمها ألبته بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الجزية والموادعة
باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
وقول الله تعالى { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } أذلاء والمسكنة ومصدر المسكين يقال فلان أسكن من فلان أحوج منه ولم يذهب إلى السكون وما جاء في أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس والعجم ، وقال ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قلت لمجاهد ما شأن أهل الشام عليهم أربعة دنانير وأهل اليمن عليهم دينار قال جعل ذلك من قبل اليسار [ 2987 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : سمعت عمرا قال : كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال : كنت كاتبا لجزء ابن معاوية عم الأحنف فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله ﷺ أخذها من مجوس هجر [ 2988 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة أنه أخبره أن عمر بن عوف الأنصارى وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا أخبره أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي ﷺ فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله ﷺ حين راهم ، وقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم [ 2989 ] حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمزان ، فقال إني مستشيرك في مغازي هذه قال : نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى ، وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال : فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا فقام ترجمان ، فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال : ما أنتم قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا ﷺ أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا ﷺ عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك رقابكم ، فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها مع النبي ﷺ فلم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله ﷺ كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات
باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم [ 2990 ] حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال غزونا مع النبي ﷺ تبوك وأهدى ملك آيلة للنبي ﷺ بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم
باب الوصايا بأهل ذمة رسول الله ﷺ والذمة العهد والإل القرابة [ 2991 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال : سمعت جويرية بن قدامة التميمي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قلنا أوصنا يا أمير المؤمنين قال أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم
باب ما أقطع النبي ﷺ من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية [ 2992 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن يحيى بن سعيد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي ﷺ الأنصار ليكتب لهم بالبحرين فقالوا لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها ، فقال ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له قال : فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني [ 2993 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أخبرني روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله ﷺ قال لي لو قد جاءنا مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلما قبض رسول الله ﷺ وجاء مال البحرين قال أبو بكر من كانت له عند رسول الله ﷺ عدة فليأتني فأتيته فقلت : إن رسول الله ﷺ قد كان قال لي لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ، فقال لي احثه فحثوت حثية ، فقال لي عدها فعددتها فإذا هي خمسمائة فأعطاني ألفا وخمسمائة [ 2994 ] وقال إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أتى النبي ﷺ بمال من البحرين ، فقال انثروه في المسجد فكان أكثر مال أتى به رسول الله ﷺ إذ جاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا قال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع ، فقال مر بعضهم يرفعه إلي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه ، فقال : فمر بعضهم يرفعه علي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم احتمله على كاهله ثم انطلق فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه فما قام رسول الله ﷺ وثم منها درهم
باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم [ 2995 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عمرو حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما
باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، وقال عمر عن النبي ﷺ أقركم ما أقركم الله به [ 2996 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن في المسجد خرج النبي ﷺ ، فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس ، فقال أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله [ 2997 ] حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول سمع سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت : يا أبا عباس ما يوم الخميس قال اشتد برسول الله ﷺ وجعه ، فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما له أهجر استفهموه ، فقال ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه فأمرهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة خير إما أن سكت عنها وإما أن قالها فنسيتها قال سفيان هذا من قول سليمان
باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم [ 2998 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما فتحت خيبر أهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم ، فقال النبي ﷺ اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود فجمعوا له ، فقال إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم قال لهم النبي ﷺ من أبوكم قالوا فلان ، فقال كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت قال : فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا ، فقال لهم من أهل النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها ، فقال النبي ﷺ اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ، ثم قال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال : ما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك
باب دعاء الإمام على من نكث عهدا [ 2999 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم قال : سألت أنسا رضى الله تعالى عنه عن القنوت قال قبل الركوع فقلت : إن فلانا يزعم أنك قلت : بعد الركوع ، فقال كذب ثم حدثنا عن النبي ﷺ أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم قال بعث أربعين أو سبعين يشك فيه من القراء إلى أناس من المشركين فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم وكان بينهم وبين النبي ﷺ عهد فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم
باب أمان النساء وجوارهن [ 3000 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول ذهبت إلى رسول الله ﷺ عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه ، فقال من هذه فقلت : أنا أم هانئ بنت أبي طالب ، فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فقلت : يا رسول الله زعم بن أمي علي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة ، فقال رسول الله ﷺ : قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى
باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم [ 3001 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال خطبنا علي ، فقال : ما عندنا كتاب نقرأه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة ، فقال : فيها الجراحات وأسنان الإبل والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه مثل ذلك
باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا ، وقال ابن عمر فجعل خالد يقتل ، فقال النبي ﷺ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، وقال عمر إذا قال مترس فقد آمنه إن الله يعلم الألسنة كلها ، وقال تكلم لا بأس باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره وإثم من لم يف بالعهد وقوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } الآية [ 3002 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر هو ابن المفضل حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي ﷺ فذهب عبد الرحمن يتكلم ، فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما ، فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال : فتبرئكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي ﷺ من عنده
باب فضل الوفاء بالعهد [ 3003 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله ﷺ أبا سفيان في كفار قريش
باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر ، وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب سئل أعلى من سحر من أهل العهد قتل قال بلغنا أن رسول الله ﷺ قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه وكان من أهل الكتاب [ 3004 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال : حدثني أبي عن عائشة أن النبي ﷺ سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه
باب ما يحذر من الغدر وقوله تعالى { وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله } الآية [ 3005 ] حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال : سمعت بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال : سمعت عوف بن مالك قال أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم ، فقال اعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية أثنا عشر ألفا
باب كيف ينبذ إلى أهل وقوله { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } الآية [ 3006 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر رضى الله تعالى عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي ﷺ مشرك
باب إثم من عاهد ثم غدر
وقوله { الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون } [ 3007 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها [ 3008 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه قال : ما كتبنا عن النبي ﷺ إلا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي ﷺ المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن والي قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل [ 3009 ] قال أبو موسى حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما فقيل له وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة قال إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق قالوا عم ذاك قال تنتهك ذمة الله وذمة رسوله ﷺ فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم [ 3010 ] حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة قال : سمعت الأعمش قال : سألت أبا وائل شهدت صفين قال : نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر النبي ﷺ لرددته وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير أمرنا هذا [ 3011 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : حدثني أبو وائل قال كنا بصفين فقام سهل بن حنيف ، فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم فإنا كنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ، فقال بلى ، فقال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فانطلق عمر إلى أبي بكر ، فقال له مثل ما قال للنبي ﷺ ، فقال إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله ﷺ على عمر إلى آخرها ، فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو قال : نعم [ 3012 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ﷺ ومدتهم مع أبيها فاستفتت رسول الله ﷺ فقالت : يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها قال : نعم صليها
باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم [ 3013 ] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق قال : حدثني البراء رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحدا قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، فقال : أنا والله محمد بن عبد الله وأنا والله رسول الله قال : وكان لا يكتب قال ، فقال لعلي امح رسول الله ، فقال علي والله لا أمحاه أبدا قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي ﷺ بيده فلما دخل ومضى الأيام أتوا عليا فقالوا مر صاحبك فليرتحل فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال : نعم ثم ارتحل
باب الموادعة من غير وقت وقول النبي ﷺ أقركم ما أقركم الله به
باب طرح جيف المشركين في البئر ولا يؤخذ لهم ثمن [ 3014 ] حدثنا عبدان بن عثمان قال : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا رسول الله ﷺ ساجد وحوله ناس من قريش من المشركين إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلي جزور فقذفه على ظهر النبي ﷺ فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليها السلام فأخذت من ظهره ودعت على من صنع ذلك ، فقال النبي ﷺ اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي فإنه كان رجلا ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقي في البئر
باب إثم الغادر للبر والفاجر [ 3015 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله وعن ثابت عن أنس عن النبي ﷺ قال لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب ، وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به [ 3016 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي ﷺ يقول : لكل غادر لواء ينصب بغدرته [ 3017 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا ، وقال يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاه ، فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم قال إلا الأذخر
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب بدء الخلق
باب ما جاء في قول الله تعالى { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } قال الربيع بن خثيم والحسن كل عليه هين وهين وهين مثل لين ولين وميت وميت وضيق وضيق { أفعيينا } أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم { لغوب } النصب { أطوارا } طورا كذا وطورا كذا عدا طوره أي قدره [ 3018 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال جاء نفر من بني تميم إلى النبي ﷺ ، فقال : يا بني تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن ، فقال : يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي ﷺ يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل ، فقال : يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم [ 3019 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال دخلت على النبي ﷺ وعقلت : ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم ، فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن ، فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها [ 3020 ] وروي عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول قام فينا النبي ﷺ مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه [ 3021 ] حدثني عبد الله بن أبي شيبة عن أبي أحمد عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ أراه قال الله تعالى يشتمني بن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له أما شتمه فقوله إن لي ولدا وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني [ 3022 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي
باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } { والسقف المرفوع } { السماء } سمكها بناءها كان فيها حيوان { الحبك } استواؤها وحسنها { وأذنت } سمعت وأطاعت { وألقت } أخرجت ما فيها من الموتى { وتخلت } عنهم { طحاها } دحاها { بالساهرة } وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم [ 3023 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت : يا أبا سلمة اجتنب الأرض فأن رسول الله ﷺ قال : من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين [ 3024 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال : قال النبي ﷺ من أخذ شيئا من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين [ 3025 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان [ 3026 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه خاصمته أروي في حق زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان ، فقال سعيد أنا أنتقص من حقها شيئا أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول : من أخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين قال ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال : قال لي سعيد بن زيد دخلت على النبي ﷺ
باب في النجوم ، وقال قتادة { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } خلق هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به ، وقال ابن عباس هشيما متغيرا والأب ما يأكل الأنعام الأنام الخلق برزخ حاجب ، وقال مجاهد ألفافا ملتفة والغلب الملتفة فراشا مهادا كقوله ولكم في الأرض مستقر نكدا قليلا
باب صفة الشمس والقمر ( بحسبان )
قال مجاهد كحسبان الرحى ، وقال غيره بحساب ومنازل لا يعدوانها حسبان جماعة حساب مثل شهاب وشهبان ضحاها الشمس ضوؤها أن تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثان نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما واهية وهنها تشققها أرجائها ما لم ينشق منها فهم على حافتيها كقولك على أرجاء البئر أغطش و { جن } أظلم ، وقال الحسن { كورت } تكور حتى يذهب ضوؤها { والليل وما وسق } جمع من دابة { اتسق } استوى { بروجا } منازل الشمس والقمر الحرور بالنهار مع الشمس ، وقال ابن عباس ورؤبة الحرور بالليل والسموم بالنهار يقال { يولج } يكور وليجة كل شيء أدخلته في شيء [ 3027 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لأبي ذر حين غربت الشمس تدري أين تذهب قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز } العلم [ 3028 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الشمس والقمر مكوران يوم القيامة [ 3029 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان يخبر عن النبي ﷺ قال : إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا [ 3030 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله [ 3031 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله ﷺ يوم خسفت الشمس قام فكبر وقرأ قراءة طويلة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه ، فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعا طويلا وهي أدنى من الركعة الأولى ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس ، فقال في كسوف الشمس والقمر إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة [ 3032 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن أبي مسعود رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا
باب ما جاء في قوله { وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته } قاصفا { تقصف كل شيء } لواقح ملاقح ملقحة { إعصار } ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار { صر } برد { نشرا } متفرقة [ 3033 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور [ 3034 ] حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان النبي ﷺ إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي ﷺ ما أدري لعله كما قال قوم { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } الآية
باب ذكر الملائكة ، وقال أنس قال عبد الله بن سلام للنبي ﷺ إن جبريل عليه السلام عدو اليهود من الملائكة ، وقال ابن عباس { لنحن الصافون } الملائكة [ 3035 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا : حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وذكر يعني رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على آدم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد ﷺ قيل أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على عيسى ويحيى فقالا مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الثالثة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يوسف فسلمت عليه قال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الرابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد ﷺ قيل وقد أرسل إليه قيل نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس فسلمت عليه ، فقال مرحبا من أخ ونبي فأتينا السماء الخامسة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتينا على هارون فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا على السماء السادسة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد ﷺ قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فلما جاوزت بكى فقيل ما أبكاك قال : يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي فأتينا السماء السابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ونعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل ، فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران النيل والفرات ثم فرضت علي خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : فرضت علي خمسون صلاة قال : أنا أعلم بالناس منك عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق فأرجع إلى ربك فسله فرجعت فسألته فجعلها أربعين ثم مثله ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين ثم مثله فجعل عشرا فأتيت موسى ، فقال مثله فجعلها خمسا فأتيت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : جعلها خمسة ، فقال مثله قلت : سلمت بخير فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرا ، وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ في البيت المعمور [ 3036 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن زيد بن وهب قال عبد الله حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ، ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة [ 3037 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ وتابعه أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض [ 3038 ] حدثنا محمد حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثنا ابن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم [ 3039 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة والأغر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر [ 3040 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب قال مر عمر في المسجد وحسان ينشد ، فقال : كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك بالله أسمعت رسول الله ﷺ يقول : أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال : نعم [ 3041 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لحسان اهجهم أو هاجهم وجبريل معك [ 3042 ] حدثنا إسحاق أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كاني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم زاد موسى موكب جبريل [ 3043 ] حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي ﷺ كيف يأتيك الوحي قال كل ذاك يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال وهو أشده علي ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول [ 3044 ] حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فل هلم ، فقال أبو بكر ذاك الذي لا توى عليه قال النبي ﷺ أرجو أن تكون منهم [ 3045 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال لها يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي ﷺ [ 3046 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر ح قال : حدثني يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : لجبريل ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال : فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا } الآية [ 3047 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف [ 3048 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله ﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وعن عبد الله حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه وروي أبو هريرة وفاطمة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أن جبريل كان يعارضه القرآن [ 3049 ] حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا ، فقال له عروة أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله ﷺ ، فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة قال : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه يحسب بأصابعه خمس صلوات [ 3050 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن [ 3051 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون
باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه [ 3052 ] حدثنا محمد أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج عن إسماعيل بن أمية أن نافعا حدثه أن القاسم بن محمد حدثه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت حشوت للنبي ﷺ وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة فجاء فقام بين البابين وجعل يتغير وجهه فقلت : ما لنا يا رسول الله قال : ما بال هذه الوسادة قالت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال : أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة يقول أحيوا ما خلقتم [ 3053 ] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول : سمعت أبا طلحة يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل [ 3054 ] حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن بكير بن الأشج حدثه أن بسر بن سعيد حدثه أن زيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنه حدثه ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حدثهما زيد بن خالد أن أبا طلحة حدثه أن النبي ﷺ قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة قال بسر فمرض زيد بن خالد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير فقلت لعبيد الله الخولاني ألم يحدثنا في التصاوير ، فقال إنه قال إلا رقم في ثوب ألا سمعته قلت لا قال بلى قد ذكره [ 3055 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمرو عن سالم عن أبيه قال وعد النبي ﷺ جبريل ، فقال : أنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب [ 3056 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه [ 3057 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث [ 3058 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } قال سفيان في قراءة عبد الله ونادوا يا مال [ 3059 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حدثته أنها قالت للنبي ﷺ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي ﷺ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا [ 3060 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال : سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } قال : حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح [ 3061 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء [ 3062 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى عن ابن عون أنبأنا القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساد ما بين الأفق [ 3063 ] حدثني محمد بن يوسف حدثنا أبو أسامة حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن ابن الأشوع عن الشعبي عن مسروق قال : قلت لعائشة رضى الله تعالى عنها فأين قوله { ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى } قالت ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق [ 3064 ] حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال : قال النبي ﷺ رأيت الليلة رجلين أتياني قالا الذي يوقد النار مالك خازن النار وأنا جبريل وهذا ميكائيل [ 3065 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح تابعه شعبة وأبو حمزة وابن داود وأبو معاوية عن الأعمش [ 3066 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : سمعت أبا سلمة قال : أخبرني جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يقول : ثم فتر عني الوحي فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت : زملوني زملوني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر } إلى { فاهجر } قال أبو سلمة والرجز الأوثان [ 3067 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه { فلا تكن في مرية من لقائه } قال أنس وأبو بكرة عن النبي ﷺ تحرس الملائكة المدينة من الدجال
باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة قال أبو العالية { مطهرة } من الحيض والبول والبزاق كلما رزقوا أتوا بشيء ثم أتوا بآخر { قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } أتينا من قبل { وآتوا به } متشابها يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم { قطوفها } يقطفون كيف شاؤوا { دانية } قريبة { الأرائك } السرر ، وقال الحسن النضرة في الوجوه والسرور في القلب ، وقال مجاهد { سلسبيلا } حديدة الجرية { غول } وجع البطن { ينزفون } لا تذهب عقولهم ، وقال ابن عباس { دهاقا } ممتلئا { كواعب } نواهد الرحيق الخمر التسنيم يعلو شراب أهل الجنة { ختامه } طينه { مسك } { نضاختان } فياضتان يقال { موضونة } منسوجة منه وضين الناقة والكوب ما لا إذن له ولا عروة والأباريق ذوات الآذان والعرى { عربا } مثقلة واحدها عروب مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة ، وقال مجاهد { روح } جنة ورخاء والريحان الرزق والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا ، ويقال أيضا لا شوك له والعرب المحببات إلى أزواجهن ، ويقال { مسكوب } جار { وفرش مرفوعة } بعضها فوق بعض لغوا باطلا { تأثيما } كذبا { أفنان } أغصان { وجنى الجنتين دان } ما يجتنى قريب { مدهامتان } سوداوان من الري [ 3068 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار [ 3069 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء [ 3070 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا نحن عند رسول الله ﷺ إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر ، فقال لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر ، وقال أعليك أغار يا رسول الله [ 3071 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام قال : سمعت أبا عمران الجوني يحدث عن أبي بكر ابن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه أن النبي ﷺ قال : الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران ستون ميلا [ 3072 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ 3073 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا [ 3074 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة قال أبو اليمان يعني العود ورشحهم المسك ، وقال مجاهد الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن أراه تغرب [ 3075 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال ليدخلن من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر [ 3076 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه قال أهدي للنبي ﷺ جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها ، فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا [ 3077 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أتى رسول الله ﷺ بثوب من حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله ﷺ : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا [ 3078 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله ﷺ : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها [ 3079 ] حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها [ 3080 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة واقرؤوا إن شئتم { وظل ممدود } ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب [ 3081 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا تباغض بينهم ولا تحاسد لكل امرئ زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم [ 3082 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال عدي بن ثابت أخبرني قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لما مات إبراهيم قال إن له مرضعا في الجنة [ 3083 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين
باب صفة أبواب الجنة ، وقال النبي ﷺ من أنفق زوجين دعي من باب الجنة فيه عبادة عن النبي ﷺ [ 3084 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن مطرف قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون
باب صفة النار وأنها مخلوقة { غساقا } يقال غسقت عينه ويغسق الجرح وكأن الغساق والغسق واحد { غسلين } كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر ، وقال عكرمة { حصب جهنم } حطب بالحبشية ، وقال غيره { حاصبا } الريح العاصف والحاصب ما ترمي به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم هم حصبها ، ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من حصباء الحجارة { صديد } قيح ودم { خبت } طفئت تورون تستخرجون أوريت أوقدت { للمقوين } للمسافرين والقي القفر ، وقال ابن عباس صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم { لشوبا من حميم } يخلط طعامهم ويساط بالحميم { زفير وشهيق } صوت شديد وصوت ضعيف { وردا } عطاشا { غيا } خسرانا ، وقال مجاهد { يسجرون } توقد بهم النار { ونحاس } الصفر يصب على رؤوسهم يقال { ذوقوا } باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفم { مارج } خالص من النار مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض { مريج } ملتبس مرج أمر الناس اختلط { مرج البحرين } مرجت دابتك تركتها [ 3085 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال : سمعت زيد بن وهب يقول : سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي ﷺ في سفر ، فقال أبرد ، ثم قال أبرد حتى فاء الفيء يعني للتلول ، ثم قال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم [ 3086 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم [ 3087 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير [ 3088 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال : كنت أجالس بن عباس بمكة فأخذتني الحمى ، فقال أبردها عنك بماء زمزم فأن رسول الله ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم شك همام [ 3089 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال : أخبرني رافع بن خديج قال : سمعت النبي ﷺ يقول : الحمى من فور جنهم فأبردوها عنكم بالماء [ 3090 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء [ 3091 ] حدثنا مسدد عن يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء [ 3092 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها [ 3093 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } [ 3094 ] حدثنا علي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ قالوا وما سمعته يقول : قال : سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه رواه غندر عن شعبة عن الأعمش
باب صفة إبليس وجنوده ، وقال مجاهد { يقذفون } يرمون { دحورا } مطرودين { واصب } دائم ، وقال ابن عباس { مدحورا } مطرودا يقال { مريدا } متمردا بتكه قطعه { واستفزر } استخف { بخيلك } الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر { لأحتنكن } لأستأصلن { قرين } شيطان [ 3095 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سحر النبي ﷺ ، وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي ﷺ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال : فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال : فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي ﷺ ثم رجع ، فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رؤوس الشياطين فقلت : استخرجته ، فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر [ 3096 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان [ 3097 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : ذكر عند النبي ﷺ رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه [ 3098 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : أما إن أحدكم إذا أتى أهله ، وقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزقا ولدا لم يضره الشيطان [ 3099 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان لا أدري أي ذلك قال هشام [ 3100 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن حميد بن هلال عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال النبي ﷺ إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه فإن أبى فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان [ 3101 ] وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثوا من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ فذكر الحديث ، فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي ﷺ صدقك وهو كذوب ذاك شيطان [ 3102 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته [ 3103 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين [ 3104 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس ، فقال : حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : إن موسى قال لفتاه أتنا غداءنا ، وقال { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به [ 3105 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : رأيت رسول الله ﷺ يشير إلى المشرق ، فقال ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان [ 3106 ] حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا [ 3107 ] حدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله ﷺ معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا ، فقال النبي ﷺ على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا [ 3108 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي ﷺ ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي ﷺ إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد فقالوا له إن النبي ﷺ قال : تعوذ بالله من الشيطان ، فقال وهل بي جنون [ 3109 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال : قال النبي ﷺ لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه قال وحدثنا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن عباس مثله [ 3110 ] حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه صلى صلاة ، فقال إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذكره [ 3111 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو [ 3112 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب [ 3113 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام فقلت : من ها هنا قالوا أبو الدرداء قال أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه ﷺ حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة ، وقال الذي أجاره الله على لسان نبيه ﷺ يعني عمارا [ 3114 ] قال ، وقال الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الأسود أخبره عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : الملائكة تتحدث في العنان والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في إذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة [ 3115 ] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان [ 3116 ] حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان ، فقال أي عباد الله أبي أبي فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله [ 3117 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها سألت النبي ﷺ عن التفات الرجل في الصلاة ، فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم [ 3118 ] حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي ﷺ وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال النبي ﷺ الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره [ 3119 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك [ 3120 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله ﷺ وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ، ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ﷺ قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ قال : رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك [ 3121 ] حدثني إبراهيم بن حمزة قال : حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه
باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم لقوله { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي } إلى قوله { عما يعملون } { بخسا } نقصا قال مجاهد { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا } قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن قال الله { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } ستحضر للحساب { جند محضرون } عند الحساب [ 3122 ] حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصارى عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله
باب قول الله جل وعز { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } إلى قوله { أولئك في ضلال مبين } { مصرفا } معدلا صرفنا أي وجهنا باب قول الله تعالى { وبث فيها من كل دابة } قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر منها يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود { آخذ بناصيتها } في ملكه وسلطانه يقال { صافات } بسط أجنحتهن { يقبضن } يضربن بأجنحتهن [ 3123 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت : إن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر ، وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي ، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب
باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال [ 3124 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن [ 3125 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم [ 3126 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال أشار رسول الله ﷺ بيده نحو اليمن ، فقال الإيمان يمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر [ 3127 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا [ 3128 ] حدثنا إسحاق أخبرنا روح أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله ﷺ : إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر واذكروا اسم الله [ 3129 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت فحدثت كعبا ، فقال أنت سمعت النبي ﷺ يقوله قلت : نعم قال لي مرارا فقلت : أفأقرأ التوراة [ 3130 ] حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال : حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال للوزغ الفويسق ولم أسمعه أمر بقتله وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ أمر بقتله [ 3131 ] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته أن النبي ﷺ أمرها بقتل الأوزاغ [ 3132 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال النبي ﷺ اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل تابعه حماد بن سلمة أبا أسامة [ 3133 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال : حدثني أبي عن عائشة قالت أمر النبي ﷺ بقتل الأبتر ، وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل [ 3134 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة ان ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى قال إن النبي ﷺ هدم حائطا له فوجد فيه سلخ حية ، فقال انظروا أين هو فنظروا ، فقال اقتلوه فكنت أقتلها لذلك فلقيت أبا لبابة فأخبرني أن النبي ﷺ قال لا تقتلوا الجنان إلا كل أبتر ذي طفيتين فإنه يسقط الولد ويذهب البصر فاقتلوه [ 3135 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقتل الحيات فحدثه أبو لبابة أن النبي ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها
باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم [ 3136 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور [ 3137 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة [ 3138 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما رفعه قال خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وأكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فإن الشيطان [ 3139 ] حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع رسول الله ﷺ في غار فنزلت والمرسلات عرفا فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من جحرها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا فدخلت جحرها ، فقال رسول الله ﷺ : وقيت شركم كما وقيتم شرها وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله قال وإنا لنتلقاها من فيه رطبة وتابعه أبو عوانة عن مغيرة ، وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله [ 3140 ] حدثنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض قال وحدثنا عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ مثله [ 3141 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة
باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء [ 3142 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عتبة بن مسلم قال : أخبرني عبيد بن حنين قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي ﷺ إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء [ 3143 ] حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك [ 3144 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظته من الزهري كما أنك ها هنا أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهم عن النبي ﷺ قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة [ 3145 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب [ 3146 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن يحيى قال : حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه قال : قال رسول الله ﷺ : من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية [ 3147 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان قال : أخبرني يزيد بن خصيفة قال : أخبرني السائب بن يزيد سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط ، فقال السائب أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ قال : إي ورب هذه القبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق